الاكتشاف (قصة الخيال العلمي)
من قصص الخيال العلمي
- كنا - إبني وانا - نلعب ((لعبة الاستخفاء)) في البيت ، وجاء دوري لأغمض عيني . ((مستعد ، سوف أمسك بك إينما كنت مختبئا ، قريبا أو بعيدا )) هكذا صحت وأنا مغمض العينين ، ثم استدرت وبدأت البحث . نظرت تحت المائدة وبحثت تحت السرير ، لكن ... لا أثر للولد ، فتحت الصوان ... لا شيء سوى الملابس . ولم يكن أيضا خلف المقعد الكبير ، كما كان الحمام خاليا .
إن شقتنا مكونة من غرفتين فقط ، فأين يمكن أن يكون قد اختبأ ؟ أيكون قد خرج من الشقة ؟ ... لكن السلسلة كانت على الباب . بدأت أشعر بالقلق ، واشتركت زوجتي معي في البحث ، فتشت جميع أرجاء الشيقة غير واثقة من نتيجة تفتيشي ، بل أنما نظرت في أدراج المكتب ... ثم أخذت تنادي :
(( اليوشا ، إظهر أرجوك ))
صمت !
(( إظهر ، فأنا سأخرج لشراء بعض الآيس كريم ))
لا إجابة !
بدأنا نحن الاثنين نتصايح ... كادت تنتاب زوجتي نوبة هستيريا ... وأخيرا ظهر ابننا
(( أين كنت ؟؟ ))
(( هناك ))
(( أين ؟ ))
(( هناك ، في البعد الرابع ))
(( ماذا ؟ أي بعد ؟! ))
(( الرابع ، هناك أبعاد ثلاثة وأنا اكتشفت الرابع ))
انفغر فوهانا على اتساعيهما ... قالت زوجتي بصوت ملاطف :
(( أرنا هذا الـ ... البعد الرابع يا حبيبي ، خدنا معك ))
رد ابننا قائلا : (( لا ... فسوف تكتشفون كل شيء ، ؟ لكني سآخذ (( يوركا )) و (( ايجور )) و (( فاسيا )) معي ، وهناك نستطيع أن نلعب الهوكى ، اثنان ضد إثنين ، ولأي وقت نشاء ولن يستطيع واحد منكما أن يضايقنا ))
كان تفكيري قد بدأ يضطرب ، فأسرعت إلى (( معهد البحث العلمي )) ... صحت بعصبية : (( هذا ما حدث ، صدق أو لا تصدق ، لكن هذا ماحدث ، اكتشف إبني البعد الرابع .
(( هل يقرأ الأفكار ؟))
(( الأفكار ؟ لا ، لم ألحظ ذلك )).
(( هل يستطيع أن يقرأ بأطراف أصابعه ؟ ))
(( لا )) .
(( كم هو شاذ ... كنت أعتقد أنه يملك كل العلامات المميزة للخارقين ))
(( لكنه فعلا إكتشف البعد الرابع ودخل فيه وخرج منه أمام عيني ؟ ))
(( في الحقيقة لم أره وهو يذهب ، فقد كنت مغمض العينين ، لكنه كان (( هناك )) بالفعل ، فليس بالشقة أي مكان يستطيع الاختباء فيه ، وقد بحثنا في كل ركن في الشقة ... ثم رأيته يعود )) .
(( كيف ؟ ))
(( ظهر من تحت الأرض ))
(( من تحت أي أرض ؟ ))
(( حسنا ... أرضية الشقة ))
(( هل لديكم قبو ؟ ))
(( كلا ، نحن نسكن في الطابق الرابع ، فكيف يكون لنا قبو ؟ ))
(( بابا ... أتعرف كيف يسكت المخرفون المزعجون ؟ إنك هنا في معهد للأبحاث العلمية ، وأنا ليس لدي وقت لسماع قصص خيالية )) (( لكني أعرف هذا ، وبناء عليه حضرت ، من أجل العلم ، ومن جهة أخرى فان إبني سيبقى مختفيا في (( البعد )) .
(( من الصعب تصديقك ، فمن المتوقع أن يكتشف البعد الرابع عام 1995 ، بل إننا حتى الآن غير وثيقين من نجاحنا في اكتشافه )).
لزمت الصمت مفحما ... أخيرا قال ببطء : ((حسنا ، احضر إبنك هذا ودعه يثبت لنا أنه اكتشفه )) .
عدت إلى المنزل سعيدا .
(( اليوشا ... أسرع يا عزيزي ، لدينا موعد في (( معهد الأبحاث العلمية )) لمناقشة اكتشافك )) .
قال إبني بهدوء : (( يستطيعون الإنتظار ، وعندما أنهي دراستي في المدرسة والجامعة سوف أذهب لأراهم )) .
(( ولم لا تدهب الآن ))
(( لآن ... أنت لا تقرأ الصحف جيدا ، لقد قالوا أن التطور السابق لأوانه واجراء التجارب على مهارات الأطفال يعوق النمو الطبيعي )) (( لكنك لن تختفي ؟ هه ))
قال جادا وهو يحك رأسه : (( هذا يتوقف على سلوككم ، لكن هذا أكثر من أن يحتمل ، فمنذ وقت طويل لم أتناول أي قدر من الآيس كريم )) .
يا للصبي المسكين ...
أسرعت خارجا لإحضار بعض الآيس كريم ... عندما عدت رأيت المشهد الآتي : زوجتي تجري عبر الشقة باحثة عن ابننا .
الاكتشاف
للكاتب السوفيتي المعاصر
فارلين سترونجن
فارلين سترونجن
مترجمة إلى العربي
إن شقتنا مكونة من غرفتين فقط ، فأين يمكن أن يكون قد اختبأ ؟ أيكون قد خرج من الشقة ؟ ... لكن السلسلة كانت على الباب . بدأت أشعر بالقلق ، واشتركت زوجتي معي في البحث ، فتشت جميع أرجاء الشيقة غير واثقة من نتيجة تفتيشي ، بل أنما نظرت في أدراج المكتب ... ثم أخذت تنادي :
(( اليوشا ، إظهر أرجوك ))
صمت !
(( إظهر ، فأنا سأخرج لشراء بعض الآيس كريم ))
لا إجابة !
بدأنا نحن الاثنين نتصايح ... كادت تنتاب زوجتي نوبة هستيريا ... وأخيرا ظهر ابننا
(( أين كنت ؟؟ ))
(( هناك ))
(( أين ؟ ))
(( هناك ، في البعد الرابع ))
(( ماذا ؟ أي بعد ؟! ))
(( الرابع ، هناك أبعاد ثلاثة وأنا اكتشفت الرابع ))
انفغر فوهانا على اتساعيهما ... قالت زوجتي بصوت ملاطف :
(( أرنا هذا الـ ... البعد الرابع يا حبيبي ، خدنا معك ))
رد ابننا قائلا : (( لا ... فسوف تكتشفون كل شيء ، ؟ لكني سآخذ (( يوركا )) و (( ايجور )) و (( فاسيا )) معي ، وهناك نستطيع أن نلعب الهوكى ، اثنان ضد إثنين ، ولأي وقت نشاء ولن يستطيع واحد منكما أن يضايقنا ))
كان تفكيري قد بدأ يضطرب ، فأسرعت إلى (( معهد البحث العلمي )) ... صحت بعصبية : (( هذا ما حدث ، صدق أو لا تصدق ، لكن هذا ماحدث ، اكتشف إبني البعد الرابع .
(( هل يقرأ الأفكار ؟))
(( الأفكار ؟ لا ، لم ألحظ ذلك )).
(( هل يستطيع أن يقرأ بأطراف أصابعه ؟ ))
(( لا )) .
(( كم هو شاذ ... كنت أعتقد أنه يملك كل العلامات المميزة للخارقين ))
(( لكنه فعلا إكتشف البعد الرابع ودخل فيه وخرج منه أمام عيني ؟ ))
(( في الحقيقة لم أره وهو يذهب ، فقد كنت مغمض العينين ، لكنه كان (( هناك )) بالفعل ، فليس بالشقة أي مكان يستطيع الاختباء فيه ، وقد بحثنا في كل ركن في الشقة ... ثم رأيته يعود )) .
(( كيف ؟ ))
(( ظهر من تحت الأرض ))
(( من تحت أي أرض ؟ ))
(( حسنا ... أرضية الشقة ))
(( هل لديكم قبو ؟ ))
(( كلا ، نحن نسكن في الطابق الرابع ، فكيف يكون لنا قبو ؟ ))
(( بابا ... أتعرف كيف يسكت المخرفون المزعجون ؟ إنك هنا في معهد للأبحاث العلمية ، وأنا ليس لدي وقت لسماع قصص خيالية )) (( لكني أعرف هذا ، وبناء عليه حضرت ، من أجل العلم ، ومن جهة أخرى فان إبني سيبقى مختفيا في (( البعد )) .
(( من الصعب تصديقك ، فمن المتوقع أن يكتشف البعد الرابع عام 1995 ، بل إننا حتى الآن غير وثيقين من نجاحنا في اكتشافه )).
لزمت الصمت مفحما ... أخيرا قال ببطء : ((حسنا ، احضر إبنك هذا ودعه يثبت لنا أنه اكتشفه )) .
عدت إلى المنزل سعيدا .
(( اليوشا ... أسرع يا عزيزي ، لدينا موعد في (( معهد الأبحاث العلمية )) لمناقشة اكتشافك )) .
قال إبني بهدوء : (( يستطيعون الإنتظار ، وعندما أنهي دراستي في المدرسة والجامعة سوف أذهب لأراهم )) .
(( ولم لا تدهب الآن ))
(( لآن ... أنت لا تقرأ الصحف جيدا ، لقد قالوا أن التطور السابق لأوانه واجراء التجارب على مهارات الأطفال يعوق النمو الطبيعي )) (( لكنك لن تختفي ؟ هه ))
قال جادا وهو يحك رأسه : (( هذا يتوقف على سلوككم ، لكن هذا أكثر من أن يحتمل ، فمنذ وقت طويل لم أتناول أي قدر من الآيس كريم )) .
يا للصبي المسكين ...
أسرعت خارجا لإحضار بعض الآيس كريم ... عندما عدت رأيت المشهد الآتي : زوجتي تجري عبر الشقة باحثة عن ابننا .
