الأفكار يمكن أن تفيد أو تضر بالصحة



لأي درجة بتقدر أفكارنا تأثر فعليا على صحتنا؟ معقول توقعك المسبق عن فائدة او ضرر اي مادة بيحمل اهمية لدرجة يغير ردة فعل جسمك تجاه هالمادة؟ اي معقول كتير ! رح نشوف بهالمقالة النوعين المتعاكسين للتوقعات المسبقة على تفاعل اجسامنا مع الدوا.

النوع الأول الأكثر شهرة نسبيا يسمى تأثير البلاسيبو، وهي كلمة لاتينية بمعنى: سوف أسعد! يتلخص تأثير البلاسيبو في أن المريض الذي يتوقع أن هذا الدواء قادر على شفائه من حالة معينة، فحتى ولو كان الدواء خالياً من المواد المؤثرة وظيفياً على الحالة، قد يلاحظ الطبيب نسبة من التحسن لدى هذا المريض بنتيجة توقعه المسبق عن تأثير الدواء فقط لا غير !

مثال: إذا أخبرت أحدهم أن حبوب الشوكولا المغلفة بالسكر (سميري) هي حبوب مسكنة للصداع، فقد يشعر بتحسن ملحوظ بعد ابتلاعها رغم خلوها من أي مادة مسكنة!

أظهرت الابحاث ان تأثير البلاسيبو يترافق مع نشاط مناطق معينة في الدماغ مثل الفص الجبهي والنواة والمادة الرمادية وفي بعض الأحيان إفراز مواد مثل الدوبامين تخفف الشعور بالألم وذلك فقط بتأثير توقع المريض أن الدواء يعمل، أي إذا قيل له أن الدواء سيوقف الألم على سبيل المثال فسوف ينخفض شعوره بالألم، وبمجرد أن يعرف أن هذا الدواء هو (غفل) أي خالي من المواد الفعالة، سيعود الألم كما كان !
ظاهرة البلاسيبو معروفة وتمت دراستها ويتم استخدامها في التجارب الطبية للتأكد من فعالية الأدوية، أما النوع الثاني من التأثير الفيزيولوجي المرتبط بالافكار فهي ظاهرة معاكسة تسمى بـ (النوسيبو) وهو كلمة لاتينية أيضاً بمعنى: سوف أؤذي!

من أشهر الحوادث التي لفتت الانتباه الى هذه الظاهرة في نيوزيلاندا عام 2007، حين قامت أحد الشركات الطبية التي تنتج دواء التيروكسين (وهو البديل الوحيد لهرمونات الدرق) بتغيير المصدر الذي يتم فيه تصنيع هذا الدواء من كندا إلى المانيا، وفجأة بدأت ترد أعداد كبيرة من الشكاوي من قبل مستعملي الدواء، متضمنة بعض التأثيرات الجانبية المعروفة عن الدواء إضافة إلى شكاوي غريبة مثل ألم في العيون، حكة وغثيان، حتى وصلت معدلات الشكاوي خلال 6 أشهر إلى 2000 ضعف المعدل السابق!

أظهرت التحاليل أن مكونات المنتج لم تتغير على الاطلاق بل أنه يتم استخدام نفس المواد الأولية ونفس طرق التصنيع وكل ما هنالك هو تغيير لون الحبة وشكلها الخارجي والاسم التجاري للدواء.

لم يكن المرضى المشتكون واهمين بشأن الاعراض التي شعروا بها، كانت أعراضاً حقيقية، ولكن كل ما في الأمر ان تلك الشكاوي غير مرتبطة نهائيا بالتأثيرات الدوائية لهذا الدواء. فقد كان المرضى ضحايا لأفكارهم لا غير.

يظهر أن الأعراض الأكثر شيوعاً لظاهرة النوسيبو هي الألم، الحكة والحساسية. على سبيل المثال، إذا قمت بتعريض أي شخص لمادة ما وأخبرته أن المادة تسبب الحكة، فهو على الغالب سيشعر بالحكاك ويبدأ بحك جلده في المكان الذي تعرض للمادة حتى لو كانت غير مسببة للحكة!

  • أما بالنسبة لأعراض التحسس، فهناك تجربة موثقة منذ عام 1886 قام بها الجراح جون ماكينزي حيث أحضر وردة مزيفة مصنوعة بإتقان وقدمها إلى مريضة مصابة بالتحسس، فما كان من المريضة إلا أن بدأت بالعطاس وبدأ أنفها بالسيلان وضاق نفسها وأظهرت جميع الأعراض المترافقة مع التحسس ! 

  1. لا يزال الرابط الحقيقي بين هذه الظواهر والأعراض التي تظهر بنتيجتها غامضاً، ولا يزال العلماء في بداية الطريق لدراسة هذه الظواهر ومحاولة الاستفادة منها وتجنب آثارها السلبية على الأبحاث والصحة

ويأمل العلماء بدراسة الظاهرة بشكل معمق لما لها من تأثيرات أخلاقية على العلاقة بين الطبيب والمريض فكثيراً ما يؤثر كلام الطبيب على مريضه، ويبدو أنه أصبح من الضروري وضع قواعد يتبعها الطبيب بحيث لا يتسبب لمريضه برده فعل تجاه الدواء بنتيجة تعريضه لكل من البلاسيبو والنوسيبو !
المصدر: صفحة الباحثون السوريون Syrian researchers على فيس بوك

Popular Posts

نصائح لتعلم اللغة الفرنسية بسهولة

موضوع عن التلوث و أنواعه و مصادره وأسبابه و التنمية المستدامة

المصطلحات الإنجليزية التي يستعملها الفيس بوك مترجمة إلى العربية (2013)

كيفية المشاركة في تطبيق ترجمة الفيس بوك - المساعدة في مشروع تعريب فيس بوك